رصدت صحيفة لوس أنجلوس تايمز فى تقرير أعده مراسلها فى القاهرة، جيفرى فليشمان، المعاناة التى عاشتها أسرة فاروق سيد، النادل بأحد مقاهى القاهرة، والذى لقى مصرعه جراء التعذيب الشديد فى أحد أقسام الشرطة.
وانتقدت الصحيفة كيف تأخر مكتب المدعى العام فى التحقيق فيما إذا كان ثلاثة ضباط، بينهم ملازم، عذبوا سيد حتى الموت لرفضه أن يصبح مخبرا للشرطة، مشيرة إلى أنه "ليس هناك عجلة لحل القضية، فالمدعى لا يزال يتعين عليه أن يحقق مع الضباط".
قال مراسل الصحيفة: "أدركت أنه تعرض للضرب حتى لقى مصرعه بمجرد أن رأيته ورأيت العلامات على رسغيه وصدره وظهره" هكذا قال الحانوتى معتز عبد العزيز، الذى يغسل ويكفن الموتى فى مشرحة بالقاهرة، مشيرا إلى أنه لم يستطع تمالك نفسه عند تغسيله.. "وظللت أقول حسبى الله ونعم الوكيل فيمن فعل ذلك لهذا الشاب".
وقال فليشمان إن زوجة سيد "تقوى" اعتقدت أن جسد زوجها بدا ضئيلا بعد مماته إلى درجة أنه بدا منكمشا، ففى هذا اليوم المشئوم من شهر سبتمبر من العام الماضى، وصلت أسرتها حاملة نعشا لتشييع جثمان زوجها البالغ من العمر 38 عاما.
ورغم مرور أشهر على هذا الحادث الأليم، لا يزال قتلة سيد أحرارا، على حد قول الصحيفة، ولكن ليس من الصعب العثور عليهم، فزوجها توفى وهو محتجز فى قسم الشرطة.
ونقلت لوس أنجلوس تايمز عن مها يوسف، المحامية الحقوقية الموكلة للدفاع عن أسرة سيد قولها "الأمر قد يستغرق وقتا طويلا حتى يتم استجواب الضباط المتورطين فى هذه الجريمة، والكثير من المدعين فى مثل هذه القضايا كانوا ضباطا أنفسهم، وبعضهم مارس أساليب التعذيب، وبين مئات من قضايا التعذيب التى وكلت بها خلال العقد الماضى، لم أنجح سوى عشر مرات فى إدانة الشرطة".
وأضاف فليشمان أن وزارة الداخلية التى تشرف على الشرطة، ستؤكد أن القضية يتم التحقيق بها، فالمحامية لم تحصل على أى مستندات رسمية متعلقة بهذه الواقعة.
وسرد كاتب التقرير كيف انتهى الأمر بسيد إلى طاولة المكفن فى دولة يؤول فيها الأمر بالمنشقين والإسلاميين والمضطربين وهؤلاء الذين ليس لديهم مشاكل على الإطلاق، إلى التعرض للضرب فى أروقة وزنزانات أقسام الشرطة.
"كانت الشرطة تريد سيد أن يعمل كمخبر لها، وباتت تضايقه وتحضره من وقت لآخر إلى القسم، وظلت تضغط عليه حتى يصبح مخبرا، ولكنه رفض، لأنه لم يرد أن يكون جزءا من الفساد، وأصبح بمرور الوقت أكثر عندا، ولا يخشى الشرطة، وهنا بات الموقف خطيرا للغاية" على حد تعبير "تقوى" زوجة الضحية.