فى يوم من ذات الايام كان هناك شاب ما يتبضع من احد الأسواق الكبيرة فى الاسكندرية وكان غاية بالوسامة والشياكة إلى أن أصابه الغرور من إعجاب الناس به وخصوصا الفتيات وكانت نظراتهن تلاحقه حيث ذهب وفجأة مرت من أمامه فتاة لم تكن تنظر إليه ولم تعره أي انتباه .. ولكنها جعلته يقف محدقا بها يا لها من فاتنة تأسر القلوب بجمالها الأخاذ ورقتها التى لا نهاية لها - سبحان من وهبها هذا الوجه وهذا القوام - لم يصدق الشاب ما يراه ظن انه يحلم وما زال بفراشه .. لحقها بنظراته إلى أن توارت عن الأنظار .. لكن لحقها إلى أن خرجت من السوق وكان سائقها بالانتظار ركبت السيارة وذهبت فاستقل الشاب أول تاكسي أمامه ولحقها تاركا سيارته خلفه فهو لا يعلم ما حدث له بذلك اليوم هل أحبها ؟؟ نعم وجد نفسه يحب عيونها وحركاتها وهمساتها إنه يحب كل شي فيها .. توقفت سيارتها أمام بيت كبير وهنا نزل الشاب وسأل عنها فعرف أنها ابنة احد كبار التجار..
رجع إلى بيته وأحس انه يعيش بعالم أخر لا يوجد به سوا تلك الفتاة الساحرة ، دخل غرفته وجلس على كرسيه المفضل الذي يطل على الحديقة وصار يراها بكل وردة من ورود الحديقة .. فهي لم تفارقه لو لحظة واحده ، واخذ يسترجع أول لحظة رآها فيها وتلك الخصلة من شعرها التى تنسدل على عينيها الحزينتين وشعرها الناعم ووجها البرئ الطيب نعم إنه يرى بوجهها كل طيبة العالم فملامحها ناعمة وبسمتها ساحرة تسحر كل من رآها .. فكر بها يومه كله وليله إلى أن حان الصباح وعندها ذهب إلى بيتها واخذ ينتظر خروجها وبعد انتظار طال بعض ساعات خرجت أخيراً .. ذهب إليها يحاول محادثتها ولكنها صدته وركبت سيارتها وذهبت وظل الشاب يحاول أكثر من أسبوعين ينتظرها كل صباح وتصده ويرجع بيته مكسور القلب وفاقد للآمل ..
وفي احد الأيام جاءها مصمماً وحاول محادثتها فوقفت وكلمته واخبرها : - بأنه يحبها- وانه يريد الزواج بها ، أجابته : بأن يذهب وان لا يضايقها مرة أخرى.
رجع الشاب إلى بيته وهنا قرر القيام بخطوة ايجابية فطلب من والده الزواج .. ففرح والده بقراره فلقد كان دائم الطلب منه الزواج وكان الشاب دائما يتهرب ويتحجج بأنه صغير ولا يريد المسؤلية
سأله هل هناك واحده بعينها أم لا ؟؟
أجاب الشاب : أريد الحنان والرقة والطيبة والنعومة والسحر واخبره بعائلتها .
فوافق والده لكونها من عائلة معروفه ومشهود لها بالطيب
فقام والد الشاب بالاتصال بوالد الفتاة واخبره بأنه يريد زيارته وتحدد الموعد وذهب الشاب وأبيه لخطبة الفتاة .. وافق والد الفتاة وبدون أي تردد ولكن اشترط أن يأخذ رأي ابنته وسوف يقوم بالرد عليهم بعد اخذ موافقتها
فاخبر والد الفتاة والدتها بخطبتها ففرحت الام بذلك .. لان الشاب من عائلة كبيرة تفوق عائلة الفتاة مكانه وثروة ..
ذهبا الوالد والوالدة لأخذ رأي الفتاة ولكنها أجابتهم بعدم رغبتها بالزواج وأنها لا تفكر بذلك وتمسكت برأيها بالرفض وبعد أن يأس والديها من موافقتها ابلغا والد الشاب بأنها لا تريد الزواج وأنهم ليس لهم نصيب...
وصل ذلك الخبر للشاب فجن جنونه لم يصدق أنها رفضته لم يصدق انه لن يستطيع الزواج بها .. كان قد أحبها حب جنوني لا يمكن تصوره ، فخرج من بيته واتجه إلى البحر واخذ يسبح بالبحر إلى أن وصل بعيداً وفوق الصخور اخذ يصرخ لماذا رفضتني ؟؟ لماذا ؟؟ كيف أستطيع الحياة بدونها ؟؟ كيف ؟؟
رجع إلى الشاطىء وذهب إلى بيته ودخل غرفته ولم يخرج منها وفي اليوم التالي ذهبت أمه إليه لترى حاله فوجدته مستلقي على ظهره على سريره وينظر إلى السقف حاولت محادثته ولكنه لم يرد عليها استدعت والده وعبثا حاول إن يجعله يتحدث وهنا استدعوا الطبيب فشخص حالته على انه صدمة وزادت من ضعف عضلة قلبه المريض ولن تزول إلا بزوال السبب
اتصل والده بصديقه الحميم وكان صديقه الوحيد المقرب اليه واخبراه بما حدث فحاول محادثته ولكن لم يجبه فخاف على قلبه المريض وحاول أن يخفف عنه
فقال : إن تلك الفتاة ليست أخر الفتيات بالأرض وان كل فتاة تتمناه وهنا دمعت عينا الشاب
فقرر الصديق أن يقوم بالمستحيل لمساعدة صديق عمره فذهب إلى منزل الفتاة محاولا إخبارها بما حدث فربما يحن قلبها عليه ولكنه لم يستطع محادثتها لصدها المتكرر له فقام بكتابة رسالة وأعطاها للسائق .. وجاء رد لرسالته : أتمنى له الشفاء العاجل وأنا ليس لي اعتراض على شخصه ولكن أنا لا أريد الزواج من احد ولا أفكر بالزواج أبدا ، اخبره بان ينساني.
عندما قرأ الصديق الرسالة وأحس بان هناك سر وراء رفض الفتاة للزواج....
وفي اليوم التالى ذهب صديقه إلى الجامعة التي تدرس بها الفتاة واخذ يراقبها ليعرف من هم أصدقائها فوجدها دائمة الحديث مع أحد الفتيات ، فحاول محادثتها على إنفراد واستطاع بعد محاولات وبعد أن اخبرها بمن يكون وبقصة صديقتها مع صديقه وانه يريد مساعدة صديقه على الشفاء وأن يعرف لماذا ترفض تلك الفتاة الزواج.
فجاء جواب صديقتها على سؤاله مفاجأة له حيث قالت : أنا السبب.
فسألها : كيف ؟؟!!؟
قالت : حدثت لي قصة مماثلة حيث أحببت شاب حب يضرب به المثل بالوفاء والإخلاص ولكن قبل الزواج بشهر انقلب حبيبي الطيب إلى وحش كاسر قام بأهانتى وضربى وكان دائم الخروج مع الكثير من الفتيات ويتصل بى ليخبرنى لتعذيبي وقبل الزواج بأسبوع اختفى ولم أشاهده أبدا إلى الان وعلى أثرها مرضت وكانت تزورني كل يوم وكانت تقول لي لن أتزوج أبدا لكي لا يحصل لي ما حدث لكي .
ومنذ تلك الأيام وهي ترى حلما غريبا كل يوم .. ترى زوج من الحمام يقع ذكر الحمام في شبكة صياد فتاتي الأنثى لتنقذ الذكر وينجوان كليهما وفي مرة أخرى تقع الأنثى بالشبكة ولكن الذكر لا يرجع لمساعدتها ويختفي ولا تدري أين ذهب ويأتي الصياد ويذبحها
ثم سأل صديقتها عن عنوان خطيبها الذي هجرها.
فقالت : بحثت عنه ولم أجده لقد غير عنوانه.
فقال : فقط أعطيني عنوانه السابق.
أعطته العنوان وذهب يسال عنه ولكن كما قالت لقد غير عنوانه فكل من سألهم عنه أجابوه بأنه انتقل ولا احد يعلم عنه شي بعد رحيله وعندما فقد الامل وفى طريقه للرجوع وجد رجل يسير أمامه وينظر لبيت الخطيب المختفى
فسأله عنه فأجابه : ولماذ تسأل عنه؟
قال : هل تعرفه؟
قال الرجل : نعم اعرفه
قال : هل تدلني على مكانه؟
قال الرجل : اعتقد انك لا تعرفه
قال : نعم لا اعرفه
قال الرجل : كنت اعلم انك لا تعرفه لانه صديقى وتوفي العام الماضى بعد صراع مع المرض دام ستة اشهر وكان سيتزوج ولكن عندما علم بمرضه قام بخلق الأعذار لكي يتهرب من ذلك الزواج وبدون ان يخبر خطيبته بأمر مرضه لكي لا تتعذب معه إلى أن تحين وفاته
صعقت الصديق حقيقة الموضوع ومع ما حدث لخطيبها وشكر الرجل وذهب .. ولكن ماذا يفعل هل يخبر صديقتها بما لم يرد خطيبها أن تعلمه لكي لا تتعذب بخبر وفاته وانه لم يتركها ولكن آثر أن يموت وان لا تتعذب معه خطيبته
زادت حيرته وماذا سوف يفعل وبعد تفكير طويل أيام وأيام وجد حلاً ليحقق ما يريد
فقام بكتابة رسالة قال فيها : كان هناك زوج من الحمام وقع الذكر في شبكة الصياد فقامت الأنثى بمساعدته لكي ينجو بحياته وفي احد الأيام وقعت الأنثى بالشبك وعندما أراد الذكر مساعدتها انقض عليه صقر كبير فأكله وانتظرت الحمامه أن يأتي الذكر لكي ينقذها ولكنه لم يأتي أبدا وقص لها ما حدث لخطيب صديقتها وانه من فرط حبه لها تركها تعيش حياتها وتنساه وقال لها انه لا يزال هناك حب صادق كما هو حب صديقى لكى.
وفي اليوم التالى ذهب وأعطا الرسالة للسائق وبعد قليل خرجت الفتاة وبيدها الرسالة وجاءت استحلفته بان ما كتبه صدق فأجابها بأنها الحقيقة واخبرها كيف تمكن من الحصول على معلوماته .. أخذت الفتاة تبكي على خطيب صديقتها وكيف إنهم ظلموه .. وقالت : الان يمكن أن يتقدم صديقك مرة أخرى وسوف اقبل به
فطار من الفرح لأجل صديقه وذهب مسرعا لكي يزف البشرى إليه فى بيته فدخل غرفة صديقه
وقال فى صوت يملآه الفرحة : وافقت فتاة أحلامك وتطلب منك أن تتقدم لخطبتها .
ولكن هناك شي غريب !!!!
لم يفرح صديقه ولم يبتسم فقط بقي ينظر إلى السقف فأستغرب الصديق من عدم تفاعل صديقه مع ما قال حركه كثيراً .. واخذ يهز صديقه ويقول له: انهض وافقت عليك
ولكن الشاب لم يعلم بموافقة حبيبة قلبه وأمل حياته فقد انتقلت روحه إلى الرفيق الأعلى قبل لحظات من دخول صديقه غرفته وبقيت عيناه تنظران إلى السقف.
وانتهت قصة الحب بالمقولة التالية : من الحب ما قتل .
حبيب أحب وتعذب حتى مات ولم يرد أن تتعذب حبيبته .. وحبيب أحب ومن شدة حبه مات لكي تتعذب من أحبها
اتمنى ان تنال اعجابكم
